[b]تاريخ الثورة التحريرية يلقي بظلاله على كتابات المستشرقين الروس
الكاتب/ فضيلة. خ
04/02/2008
{mosimage}عقد المؤرخ والمستشرق الوسي »روبيرت لاندا« أول أمس بالمركز الوطني للدراسات والبحث في الحركة الوطنية وثورة أول نوفمبر 1954 محاضرة عنونها ب»كتبوا عن الثورة الجزائرية«، ناقش فيها معالم الكتابة المتحورة حول تاريخ الجزائر والثورة التحريرية عند المستشرقين الروس.
وقد أكد المستشرق الروسي »لاند« والذي ساهم في كتابة تاريخ الحركة الوطنية والثورة التحريرية، وكان نتيجة ذلك أن تقلد ميدالية »أصدقاء الثورة التحريرية« في جوان 2005 والذي صادف الإحتفال بالذكرى ال50 لاندلاع الثورة التحريرية الكبرى عن مساهمته الكبيرة في دراسة تاريخ الحركة الوطنية، أكد أن كل ما كتب عن تاريخ الثورة الجزائرية المضفرة من طرف المستشرقين الروس عولج بصدق وإخلاص للجزائر، كما ذكر في ذات الصدد أن المستشرقين الذين أبدوا دوما صداقتهم وإخلاصهم للجزائر رفضوا بشدّة واستهجنوا كل التشويهات التي نسبت إلى الثورة التحريرية من طرف مؤرخين غربيين، وأضاف أن المستشرقين الفرنسيين يملكون مواقف مختلفة تجاه القضية الجزائرية، حيث لاحظ خلال لقائه معهم أن منهم من يؤيّدها ومنهم من مازال ملتزما بمواقفه المتطرفة تجاهها. وعن الموقف الروسي من القضية، فقد كانت الآراء حسب تعبيره دائما إيجابية ومساندة للجزائر.
وفي سياق آخر أضاف المحاضر أن الإستشراق الروسي لعب دورا فعالا في دراسة الحضارة الأندلسية، وقد تمكن الروس من خلال دراسات في الحضارة والثقافة الأندلسية بمنطقة شمال إفريقيا من معرفة حضارة المنطقة العربية لاسيما الجزائر، وذلك منذ مجيء البحارة الروس إلى المنطقة في القرن الـ 17 وهي البحوث التي استمدها هؤلاء البحارة من معلومات إلتقطوها منها، والتي تحوّلت في مطلع القرن ال19 إلى دراسات حقيقية.
وقد أشار المحاضر إلى مؤلفات »بوغانوفيتش« التي تناولت حياة الأمير عبد القادر، وكذا تصريحات العقيد الروسي »كفرباتني« المندّدة للإستعمار الفرنسي بالجزائر، وهي مظاهر للتضامن الروسي مع الجزائر والذي توط خصوصا مع بداية الثورة البلشفية في 1917. ومن جهة أخرى توجه المحاضر الروسي بالحديث عن الإنجازات والدراسات العلمية التي يقوم بها عدد من المستشرقين الروس حاليا حول بروز ما أسموه بـ »الإسلاموية السياسية« في الوطن العربي وأسبابها التي أرجعوها بالدرجة الأولى إلى تفاقم الفقر، والفوارق الإجتماعية، والآثار السلبية للعولمة والتهميش الثقافي في هذه البلدان.